من حضرموت ومن مديرية غيل باوزير نرحب بك زائرنا الكريم في موقعنا ونرجو لك زيارة حميدة ومعلومات مفيدة

هذا الموقع بني لأجل نفع المسلمين عامة وللمساهمة في تعليم الناس الخير بالمستطاع ، وتزيد فائدته بملاحظاتكم ومقترحاتكم فنسأل الله أن ينفع به .. علماً أن جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع

الاثنين، 19 يناير 2015

مع حماسة أبي تمام




حماسة أبي تمام
أتت حماسة أبي تمام مع تطور الأذواق في العصر العباسي وفقاً لتطور معطيات الحياة في مجاريها كافة.
وأبو تمام كان من أصحاب تلك الأذواق التي ساعدت على انتقاء نوع من التراث العربي الأدبي ـ شعرًا ـ فجاءت مختاراته هذه من أجودها لتنال مكانة مرموقة في تاريخ تدوين الأدب العربي. إلى جانب تمثيلها لشاعريته ورفعة معاييره النقدية أكثر من تمثيل شعره كممارسة تطبيقية لنقده.
وقد أنصف أبو تمام الشعراء المقلّين والمجهولين ودوّن شعرهم ليثري الأدب العربي بالمادة الشعرية التي غفلت عنها الكثير من الدواوين الشعرية وأصحاب المصنفات الذين صنفوا في هذا الفنّ. قال المرزوقي:
"وهذا الرجل لم يعمد من الشعراء إلى المشتهرين دون الإغفال ولا من الشعر إلى المتردد في الأفواه الحبيب لكل داع، بل هو اعتسف في دواوين الشعراء جاهليتهم ومخضرمهيم وإسلاميهم ومُوَلِّدِهم، واختطف الأرواح دون الأشباح، واخترق الأثمار دون الاكمام، وجمع ما يوافق نظمه ويخالفه لأن ضروب الاختيار لم تخف عليه، وطرق الإحسان والاستحسان لم تستتر عنه، حتى أنك تراه إلى البيت الجيد فيه لفظة تشينه فيجبر نقيصته من عنده، ويبذل الكلمة بأختها في نقده، وهذا بيّن لمن رجع إلى دواوينهم فقابل ما في اختياره بها...".

وقد قسم أبو تمام حماسته إلى عشرة أبواب وتسهيلاً لطلابي نظمت لهم عناوينها تسهيلاً للحفظ، فقلت:
احمس مراثي الأدب في نسبها والهجا * والضيف صفْ سائرًا في ملحة ونسا
وتفصيلها على النحو التالي:
(احمس) : الباب الأول : الحماسة ، ( مراثي) : الباب الثاني: المراثي ، ( الأدب) : الباب الثالث: الأدب ، ( في نسبها ) : الباب الرابع: النسيب، (والهجا) : الباب الخامس : الهجاء ، ( والضيف) : الباب السادس: الأضياف والمديح ، ( صفْ ) : الباب السابع : الصفات ، ( سائرًا ) : الباب الثامن : السير والنعاس ، ( في ملحة ) : الباب التاسع:الملح ، ( ونسا ) : الباب العاشر : مذمّة النساء.
ويعدّ  الباب الأول أغزر الأبواب وأهمها إذ بها 261 من أصل 881 أي قرابة ربع الديوان.
وقد حظيت بعناية الشراح كأبي علي المرزوقي وأبي هلال العسكري وأبي العلاء المعري والخطيب التبريزي ، وغيرهم وأشهرها شرحا التبريزي والمرزوقي.
وهذه روابط تحميل الكتاب من الشبكة

وهذا شرح المرزوقي
وشرح أبي العلاء
وشرح التبريزي

أبو عبدالرحمن يحيى بافضل

الأحد، 18 يناير 2015

قصة ومثل وعبرة


كيف أعاودُك وهذا أثَرُ فأْسِك ؟!
أصلُ هذا المثل على ما حكتْه العربُ: أنَّ أخوَين كانا في إبلٍ لهما، فأجدبتْ بلادُهما، وكان بالقُرب منهما وادٍ خصيب، وفيه حَيَّة تحميه من كلِّ أحدٍ.


فقال أحدُهما للآخر: يا فلان، لو أنِّي أتيتُ هذا الوادي الْمُكْلِئ، فرعيتُ فيه إبلي وأصلحتُها.
فقال له أخوه: إني أخاف عليك الْحَيَّة، ألا ترى أن أحدًا لا يهبط هذا الوادي إلاَّ أهلكتْه؟


قال: والله لأفعلنَّ، فهبط الوادي ورَعَى به إبلَه زمانًا، ثم نهشتْه الحيَّة فقتلتْه.
فقال أخوه: والله ما في الحياة بعد أخي خير، فلأطلبَنَّ الحيَّة ولأقتلنَّها، أو لأتْبعنَّ أخي.


فهبط الوادي وطلب الحيَّة ليقتلَها، فقالتِ الحيَّة: ألستَ ترى أنِّي قد قتلتُ أخاك؟! فهل لك في الصُّلح، فأَدَعك بهذا الوادي تكون فيه، وأعطيك كلَّ يومٍ دينارًا ما بقيتَ؟


قال: أو فاعلة أنتِ؟! قالتْ: نعم.
 قال: إني أفعلُ.
فحلف لها وأعطاها المواثيق ألا يضرَّها، وجعلتْ تعطيه كلَّ يومٍ دينارًا، فكَثُر ماله؛ حتى صارَ من أحسنِ الناس حالاً، ثم إنه تذكَّر أخاه.

فقال: كيف ينفعني العيشُ وأنا أنظرُ إلى قاتل أخي؟!
فعمَدَ إلى فأْسٍ فأخذَها، ثم قعَدَ لها فمرَّتْ به، فتبعَها فضَرَبها، فأخطأها ودخلتْ الجُحر، ووقعتِ الفأس بالجبل فوق جُحرها، فأثَّرتْ فيه، فلمَّا رأتْ ما فعَلَ، قطعتْ عنه الدينار، فخاف الرجل شرَّها وندِمَ، فقال: هل لكِ في أن نتواثقَ ونعودَ إلى ما كنَّا عليه؟

فقالتْ: كيف أعاودك وهذا أَثَرُ فأْسِك؟!
ثمّ جرت مثلاً لكل من خان العهد.
 فما أحوجنا اليوم للاعتبار بهذا المثل

الجمعة، 16 يناير 2015

جمهرة أشعار العرب



من لطائف أبي زيد  القرشي في ( جمهرة أشعار العرب ) أنه اختط لنفسه منهجا في تصنيف القصائد المختارة ، هو منهج التسبيع . حيث قسمها إلى سبعة أقسام ، في كل قسم سبع قصائد ، وقد أطلق على الطبقات في كتابه اسما خاصا.

وتسهيلاً للطلاب نظمت عناوين الطبقات في هذا البيت لتكون مفتاحًا لحفظها فقلت:


علقتُ جمهرةً منتقيًا ذهبا * وفي المراثي تشوبُ الملحماتُ الإبا
وتوضيحها على النحو التالي

(علّقتُ): الطبقة الأولى : أصحاب المعلقات ، (جمهرة ) الطبقة الثانية : أصحاب المجمهرات ،(منتقياً) الطبقة الثالثة : أصحاب المنتقيات ، (ذهبا) الطبقة الرابعة : أصحاب المُذْهبات ،(المراثي) الطبقة الخامسة : أصحاب المراثي ،(تشوبُ) الطبقة السادسة : أصحاب المَشُوبات ، (الملحمات) الطبقة السابعة : أصحاب المُلْحمات.
وشعراء كل طبقة على التفصيل التالي:

الطبقة الأولى : وهم أصحاب المعلقات أمرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني ولبيد بن ربيعة والأعشى وعمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد .

الطبقة الثانية: أصحاب المجمهرات عنترة بن شداد وعبيد بن الأبرص وعدي بن زيد وبشر بن أبي خازم وأمية بن أبي الصلت وخداش بن زهير والنمر بن تولب.

الطبقة الثالثة: أصحاب المنتقيات المسيب بن علس والمرقش الأصغر والمهلهل بن ربيعة المتلمس وعروة بن الورد ودريد بن الصمة والمنتخل الهذلي.

الطبقة الرابعة : أصحاب المذْهبات وهم حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة ومالك بن عجلان وقيس بن الخطيم وأُحيحَة بن الجُلاح وأبو قيس بن الأسلت وعمرو بن امرئ القيس.

الطبقة الخامسة: أصحاب المراثي أبو ذؤيب الهذلي ومحمد بن كعب الغنوي وأعشى باهلة وعلقمة الحميري وأبو زبيد الطائي ومتمم بن نويرة ومالك بن الريب التميمي.

الطبقة السادسة : أصحاب المشوبات وهم الشعراء المخضرمون وقد ذكر منهم نابغة بن جعدة وكعب بن زهيرٍٍٍ والقطامي والحطيئة والشماخ بن ضرار وعمرو بن أحمر وتميم بن مقبل.

الطبقة السابعة: أصحاب الملحمات وقد ذكر منهم : الفرزدق وجرير بن بلال والأخطل وعبيد الراعي وذو الرمة والكميت والطرماح بن حكيم الطائي.

فصار المجموع  تسعًا وأربعين قصيدة قال عنها : "فهذه التسع والأربعون قصيدة من عيون أشعار العرب في الجاهلية والإسلام ، ونفس شعر كل شاعر منهم ".  


والعجب في كونه شذّ في الطبقة الخامسة حين عدَلَ عن منهجه من المعيار الفني إلى المعيار الموضوعي فسماها أصحاب المراثي .