من حضرموت ومن مديرية غيل باوزير نرحب بك زائرنا الكريم في موقعنا ونرجو لك زيارة حميدة ومعلومات مفيدة

هذا الموقع بني لأجل نفع المسلمين عامة وللمساهمة في تعليم الناس الخير بالمستطاع ، وتزيد فائدته بملاحظاتكم ومقترحاتكم فنسأل الله أن ينفع به .. علماً أن جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

مناظرة شعرية بين الكتاب والحاسوب


ارتبط العلم على مرّ التاريخ والحضارات بالكتاب ثمّ منّ الله على الناس بالانفتاح العلمي فظهر الحاسوب ( الكمبيوتر ) وأخذ على الكتاب بعض شعبيته
وبعض روّاده وحصل بينهما نزاع ومناظرة ، حاول كل واحد منهما إثبات أهميته في الوجود .
كتبت هذه المناظرة من كلماتي بالشعر الشعبي :


الحاسوب
عدّى زمان العلم في وسط الكتب والحتولة ***** وشرق زمان النور في الحاسوب والتعسير غاب
نا جيت نا بانوار يا حاسب حسب بمعادلة ***** وازن وعادل في نظام الجبر يا محلى الحساب

الكتاب :
حيا رحب بابيات من حاسب حسَب عالمهقلة ****شرّق وغرّب عا يلف ويدور في وسط الجراب
ونسيت يا جاحد متى طلعت عليك المسألة ***** حيا زمان العلم لي علّم جدودك بالكتاب

الحاسوب :
كم من طلب لاهل المسائل دوروا للمشكلة ***** شي حل في وسط الكتب ما شي طلع غير السراب
وظهرت نا باليسر والتيسير في كل مرحلة ***** طابت نفوس طلاب علم المعرفة والقلب طاب

الكتاب :
عزي وفخري يومنا في التالية والاولة *****اسمي لمع من بين آيات السور اسمي ( كتاب )
واسمك لعب (حاسوب) شي (حيسوب) والله بهدلة ***و(الكمبيوتر) ما ركب عند العرب و(التوب لاب )

الحاسوب :
كثر الأسامي زين ما هو شين ما هو مهزلة ***** دولا عرب دولا عجم يدعون في الهرجة صواب
ما لوم حد في ذا الزمن اللي حواله مشنقلة ***** ودخلت وسط المعركة مفتوح لي كمّين باب

الكتاب :
لي فائدة في الحيد في راس الجبل لي منزلة *****في السفح والوديان في حرّ الفيافي والهضاب
وانت بغيت الكهرباء والفاي ويش ذا المشغلة ***** شلّوا عليك الكهرباء غفلة تلخبط بالحساب


الحاسوب :
اليوم يومش يا الكتب با قلقلش بالقلقلة **** با شل عليش أهل المقاري والثقافة والخطاب
واقبل علي شبان هذا الوقت ما هي معولة **** صفّرتي في رفوف المكاتب طق عليش سقف التراب

الكتاب :
تشهد لي حملات المعارض في العواصم ماثلة ***** والناس والزوّار لي يملونها مثل الضباب
صتعا عدن والقاهرة ورياض عندك اسئله ****** واصناف من جنس البشر فيهم شيابة والشباب
والختم صلوا عا النبي هادي البرية الباسلة ***** والآل من بيت النبي الاطهار معهم والصحاب

أبو عبد الرحمن
يحيى بافضل

الأحد، 7 نوفمبر 2010

بحث أدبي طيب في بيان تهافت قصة صوت صفير البلبل

بيان تهافت و كذب حكاية قصيدة ‘‘ صوت صفير البلبل ‘‘
شاع بين نابتة هذا العصر قصيدة متهافتة المبنى والمعنى ، منسوبة للأصمعي ،
صنعت لها قصة أكثر تهافتاً ، وخلاصة تلك القصة أن أبا جعفر المنصور كان يحفظ الشعر
من مرة واحدة ،وله مملوك يحفظه من مرتين ، وجارية تحفظه من ثلاث مرات ، فكان إذا جاء شاعر
بقصيدة يمدحه بها ،حفظها ولو كانت ألف بيت (؟!!) ثم يقول له :إن القصيدة ليست
لك ، وهاك اسمعها مني ، ثم ينشدها كاملة ،ثم يردف : وهذا المملوك يحفظها أيضاً
– وقد سمعها المملوك مرتين ، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة – فينشدها ، ثم يقول الخليفة :

وهذه الجارية تحفظها كذلك – وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات- فتنشدها ،
فيخرج الشاعر مكذباً متهماً .

قال الراوي : وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه ، فعرف حيلة الخليفة ،
فعمد إلى نظم أبيات صعبة ، ثم دخل على الخليفة وقد غيّر هيئته في صفة أعرابي غريب
ملثّم لم يبِنْ منه سوى عينيه (!!) فأنشده :

صــوت صفير البلبل هيّج قلب الثمــل
الماء والزهـــر معاً مع زهر لحظ المقل
وأنت يا سيـــددلي وسيددي وموللي (!)

ومنها - وكلها عبث فارغ - :
وقــــال : لا لا لللا وقد غدا مهــرولي (!)
وفـــــتية سقونني (!) قهــيوة كالعسل
شممـــــتها في أنففي (!) أزكى من القرنفل
والــعود دن دن دنلي والطبل طب طب طبلي (!)
والكـــل كع كع كعلي (!) خلفي ومن حويللي (!)

وهلمّ شرّا ( بالشين لا بالجيم ) ، فكلها هذر سقيم ، وعبث تافه معنى ومبنى .
ولم ينته العبث بالعقول ، فقد زاد الراوي أن الخليفة والمملوك والجارية لم يحفظوها ،فقال
الخليفة للأصمعي : يا أخا العرب ، هات ما كتبتها فيه نعطك وزنه ذهباً ،فأخرج
قطعة رخام وقال : إني لم أجد ورقاً أكتبها فيه ، فكتبتها على هذا العمود
من الرخام ،فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنه ذهباً ، فنفد ما في خزانته (!!!) .

إنّ هذه القصة السقيمة والنظم الركيك كذب في كذب ،
وهي من صنيع قاصّ جاهل بالتاريخ والأدب ، لم يجد ما يملأ به
فراغه سوى هذا الافتعال الواهن .

إن القصة المذكورة لم ترد في مصدر موثوق ، ولم أجدها بعد بحث طويل إلا في كتابين ،الأول :
إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ، لمحمد دياب الإتليدي ( ت بعد 1100هـ )
وهو رجل مجهول لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته وأنه من القصّاص ، وليس له سوى هذا الكتاب .


والكتاب الآخر : مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346هـ ) ،وهو رجل متّهم
ظنين ، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ ( ت 1408هـ ) -
وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية ، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه ، ليثبت أن شاعراً من
الجاهليّين كان نصرانياً ( راجع : تاريخ الأدب العربي 1/23) .


ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859هـ ) _
وقد أشار شيخو إلى كتابه ( حلبة الكميت ) على أنه مصدر القصة ، ولم أتمكّن من الاطلاع
عليه ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ،فهو يسير على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء
، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ ، بل إن بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات .

وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً ، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً
طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ،وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات
( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ) .


ثمّ اعلم أيها القارئ الحصيف أن التاريخ يقول :
إن صلة الأصمعي كانت بهارون الرشيد لا بأبي جعفر المنصور
الذي توفي قبل أن ينبغ الأصمعي ،ويُتّخذ نديماً وجليساً
ثم إن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي ، لشدة حرصه على أموال الدولة ، وهذا
مخالف لما جاء في القصة ،ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ
فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها ؟

أضف إلى ذلك أن هذا النظم الركيك أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره ، وقد نسب
له شيء كثير ، لكثرة رواياته ،وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص
قبل أن يُقضى بردّه ، غير أن هذه القصة بخاصة تحمل بنفسها تُهَم وضعها ، وكذلك النظم ، وليس
هذا بخافٍ عن اللبيب بل عمّن يملك أدنى مقوّمات التفكير الحرّ .

ولم أعرض لها إلاّ لأني رأيت جمهرة من شُداة الأدب يحتفون بالنظم الوارد فيها ويتماهرون في
حفظه ، وهو مفسدة للذوق ، مسلبة للفصاحة ، مأذاة للأسماع .

وبعد : فإنه يصدق على هذه القصّة
قول عمر فرّوخ رحمه الله :
( إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى ،
ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم) .

نشر في المجلة العربية - عدد ( 256 ) جمادى الآخرة 1419 ص 94
كتبها الأستاذ :عبدالله بن سليم الرشيد في زاوية تحقيق مرويات أدبية .

منقول من شبكة الأجري

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

إبراهيم طوقان يرد على أحمد شوقي

قال أحمد شوقي مكرما العلم والمعلمين:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا............ كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي ..... .... يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ......... وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً ............. لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا


ولكن من يعاني ويتعب ويقاسي مرَ الحياة لأنه معلم يختلف رأيه..فهذا إبراهيم طوقان يخبرنا عن حالة المعلم بمعاناة من وسط الميدان يقول :

شوقي يقول وما درى بمصيبتي........ قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً ............. من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله ................ كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة............ لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمَّة وكآبة ................. مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت........... وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى ........... وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً ...................... مثلاً واتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغرّ من آياته ...................... أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي............... ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى............ وذويه من أهل القرون الأُولى
فأرى حماراً بعد ذلك كلّه........................ رفَعَ المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة........... ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته........................ إنَّ المعلم لا يعيش طويلا