من حضرموت ومن مديرية غيل باوزير نرحب بك زائرنا الكريم في موقعنا ونرجو لك زيارة حميدة ومعلومات مفيدة

هذا الموقع بني لأجل نفع المسلمين عامة وللمساهمة في تعليم الناس الخير بالمستطاع ، وتزيد فائدته بملاحظاتكم ومقترحاتكم فنسأل الله أن ينفع به .. علماً أن جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع

السبت، 16 نوفمبر 2013

(بسيط) و(سهل)


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛
فكثيرٌ من الناس يستخدم كلمة (بسيط) وقد يقال (بصط) ـ لغة فيه ـ  للتعبير عن الأمر السهل الميسّر،  وهو استخدام خاطئ ؛إذ الجذر (بسط) دال في جميع اشتقاقاته على الطول ،والوسع والانتشار، والزيادة، والمدّ؛ قال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى 27] وقال تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) [الإسراء 29] وقال سبحانه: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [المائدة 28] وقال سبحانه: (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) [الكهف 18].
وجاء في كتاب (العين) وهو من أنفع المعاجم وأعرقها لإمام اللغة والعروض والقراءة الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة 170هـ عند مادة (بسط) قوله: " بسط: البَسطُ نقيض القَبْض.والبَسيطةُ من الأرض كالبساط من المَتاع، وجمعه بُسُط. والبَسْطةُ: الفضيلة على غيرك، قال اللهُ - جلّ وعزَّ - : " وزاده بَسْطةً في العِلْم والجِسم " . والبَسيط: الرجلُ المُنَبسِطُ اللسان، والمَرأة بسيطةٌ، وقد بَسُطَ بَساطةً، والصاد لغةٌ.
وبَسَطَ الينا فلانٌ يَدَه بما نُحِبُّ ونكرهُ.وانَّه ليَبْسُطني ما بَسَطَكَ ويَقبضني ما قبَضَكَ أي يَسُرُّني ما سَرَّكَ ويَسُوءُني ما ساءَك. والأَبساطُ من النُّوق: التي معها أولادها، والواحد بِسط. والبَسيط: نَحوٌ من العَروض."
وفي كتاب (الصحاح في اللغة ) لإسماعيل بن حماد الجوهري من علماء اللغة ، المُتَوَفَّى سنة 393هـ قال: :بَسَط الشيء: نشره، وبالصاد أيضاً. وبَسْطُ العذرِ: قبوله. والبَسْطَةُ: السعةُ. وانْبَسَطَ الشيءُ على الأرض. والانبِساطُ: تركُ الاحتشامِ. يقال: بَسَطْتُ من فلان فانْبَسَطَ. وتَبَسَّطَ في البلاد، أي سار فيها طولاً وعرضاً. والبِساطُ: ما يُبْسَطُ. والبِساطُ، بالفتح: الأرضُ الواسعةُ. يقال: مكانٌ بسيطٌ وبَساطٌ."
وفي (لسان العرب) المعجم اللغويّ الذي يُعَدُّ من أكبر معاجم اللغة العربية وأشملها، لمؤلفه  جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المتوفى سنة 711هـ قوله: " ( بسط ) في أَسماء اللّه تعالى الباسطُ هو الذي يَبْسُطُ الرزق لعباده ويوسّعه عليهم بجُوده ورحمته ويبسُط الأَرواح في الأَجساد عند الحياة والبَسْطُ نقيض القَبْضِ بسَطَه يبسُطه بَسْطاً فانبسَط وبَسَّطَه فتبَسَّط قال بعض الأَغفال:
إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفّاً غَلاّ  ** بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاّ
وبسَط الشيءَ نشره وبالصاد أَيضاً وبَسْطُ العُذْرِ قَبوله وانبسَط الشيءُ على الأَرض والبَسِيطُ من الأَرض كالبِساطِ من الثياب والجمع البُسُطُ والبِساطُ ما بُسِط وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ مُنْبَسطة مستويَة ..."
وعند مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الشيرازي المشهور بالفيروزآبادي المتوفى سنة (817 هـ) في كتابه (القاموس المحيط) جاء فيه: "بَسَطَه نَشَرَه، كبَسَّطَه فانْبَسَطَ وتَبَسَّطَ، يَدَهُ مَدَّها، فلاناً سَرَّه، المكانُ القَوْمَ وَسِعَهُم ، اللّهُ فُلاناً عَلَيَّ: فَضَّلَهُ، فلانٌ من فُلانٍ: أزالَ منه الاحْتِشامَ، العُذْرَ: قَبِلَه. وهذا فِراشٌ يَبْسُطُني، أي: واسِعٌ عَريضٌ. والباسِطُ: اللّهُ تعالى يَبْسُط الرِزقَ لِمَنْ يشاءُ: يُوَسِّعُهُ، من الماءِ: البعيدُ من الكَلَأِ. وخِمْسٌ باسِطٌ: بائصٌ. و " المَلائِكَةُ باسِطُو أيْديهِم " ، أي: مُسَلَّطونَ عليهم، كما يقال: بُسِطَتْ يَدُه عليه، أي: سُلِّطَ عليه. و " كباسِطِ كفَّيْهِ إلى الماءِ ليَبْلُغَ فاهُ " ، أي: كَالداعِي الماءَ يُومِىءُ إليه ليُجيبَه. والبِساطُ، بالكسر: ما بُسِطَ ج: بُسُطٌ، ووَرَقُ السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثَوْبٌ، ثم يُضَرَبُ، فَيَنْحَتُّ عليه، وبالفتح: المُنْبَسِطةُ المُسْتَوِيةُ من الأرضِ، كالبَسيطَةِ، والأرضُ الواسِعةُ، وتُكْسَرُ، كالبَسيطِ، والقِدْرُ العظيمةُ. والبَسيطةُ: الأرضُ، وع بباديَةِ الشَّأمِ، ويُصَغَّرُ، والناقةُ مع وَلَدِهَا."
فكما رأيت ـ عزيزي القارئ ـ ليس فيما جاءت به النصوص من استخدامات كلمة (بسط) في مختلف اشتقاقاتها ما يدل على اليسر والسهولة، ونحن في بلاد حضرموت ـ ومنها مدينتِي (غيل باوزير) ـ  يستخدم العوام المعنى السليم المذكور في المعاجم للتعبير عن البائع الذي يفترش الأرض فيعرض سلعته عليها أو على شيء مرتفع فيقولون: "صاحب بسطة ، أو بصطة" و"أصحاب البساط ، أو البصاط".
لذا أعجب كثيراً ـ وحق لي أن أعجب ـ أن يستخدم بعض كتاب العربية هذه الكلمة في غير المعنى الذي تحمله .
أبو عبدالرحمن
يحيى بن عبدالرحمن بافضل
12/محرم/1435هـ -16/11/2013م

0 التعليقات:

إرسال تعليق